ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ...

هل هناك حقاً “اسلام سياسي”؟ وهل حقاً ان البابا فرانسيس ماركسي؟ وما علاقة الحركة التبشيرية بمسيحيي المشرق؟

JANUARY 15, 2018

 

د.عبد الحي زلوم 

 

 

لكي نضع النقاط على الحروف فإن هناك صراعآ حضاريآ ما بيننا وبين الغرب ذلك لان عقيدة الاحادية الامريكية لا تقبل الرأي والرأي الاخر لان مبدأها أن من ليس معها فهو ضدها ويتم محاربته اعلانياً وحروباً باردةً وحامية حتى ولو كان رأس المسيحية الكاثوليكية كالبابا فرانسيس. بعد خطاب البابا في سانتاكروز بوليفيا سنة 2015 والذي انتقد فيه لا عدالة النظام العالمي الرأسمالي قامت ضده حرب شعواء . بدأت أجواق مهرجي الاعلام اليهوبروتستنتي. فإتهمه غريغ غوتفيلد من شبكة فوكس نيوز بأن البابا هو أخطر رجل في العالم . وفي حلقة أخرى قال: لم يبقى لهذا البابا سوى أن يعمل جدايل لشعره ويضع بندانا على رأسه ويمسك كلبه في يده ويذهب مع الثائرين لإحتلال وول ستريت . وحقيقة الامر أن الرأسمالية الصهيوأمريكية تعيش وتترعرع على الحروب وإرتكاب المجازر ابتداء بقتل 20 مليون مواطن اصلي في امريكيا الشمالية أو 50 مليون كما في الحرب العالمية الثانية معظمهم من المسيحين ولا يذكر أحد منهم سوى القلة من اليهود. هذا هو طبيعة هذا النظام المتوحش .

 

والان جاء دور محاربة الاسلام وعالمه الاسلامي . تقول كارين آرمسترونغ (Karen Armstrong)، الراهبة التي تحولت إلى باحثة، والتي كتبت ثلاثة كتب حول الإسلام:

 

” يبدو الآن أن الحرب الباردة ضد الإسلام ستحل محل الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي. ويربط المسلمون اليوم الإمبريالية الغربية والحملات التبشيرية المسيحية بالصليبيين، وهم ليسوا على خطأ فيما ذهبوا إليه. فعندما وصل الجنرال اللنبي (Allenby) إلى القدس عام 1917، أعلن أن الحملات الصليبية قد استكملت، وعندما وصل الفرنسيون إلى دمشق سار قائدهم في موكب إلى ضريح صلاح الدين في المسجد الكبير وصرخ قائلاً بالفرنسية ما معناه بالعربية ( يا صلاح الدين – لقد عدنا)”.

 

وتمضي آرمسترونغ في قولها: “إن الإعلام الغربي يثير انطباعات بأن التشدد والتزمت الديني الذي يتسم بالعنف ويسمى {التعصب} هو ظاهرة إسلامية بحتة” لكن الحقيقة هي أن التعصب “ظاهرة عالمية طفت على السطح في كل الأديان الرئيسية… وكان أول أشكال التعصب قد ظهر في العالم المسيحي في الولايات المتحدة أوائل القرن العشرين. “وتستطرد آرمسترونغ: “من بين ديانات التوحيد الثلاثة، كان الإسلام آخر الأديان التي ظهر فيها التيار المتعصب ، كان التعصب قد أخذ من المسيحيين واليهود كل مأخذ…”

حرب الارهاب عن الاسلام والمسلمين وصفه رئيس الــ(CIA) الاسبق جيمس وولسي بالحرب العالمية الرابعة . ولقد أوضح استاذ السياسة في جامعة هارفارد صامويل هانتغتون كما جاء في كتابه “صراع الحضارات ص 217 ” المشكلة الحقيقية للغرب هي ليست الأصولية الإسلامية، إنه الإسلام . هذا الدين ذو الحضارة المختلفة ، والذي يتيقّن معتنقوه من تفوقهم الحضاري في وقت هم محبطون فيه من قلة نفوذهم . ليست مشكلة الإسلام والمسلمين هي وكالة المخابرات المركزية ولا وزارة الدفاع الأمريكية ، المشكلة لهم هي في الغرب ذي الحضارة المختلفة ، وشعوبه المقتنعة هي الأخرى بعالمية حضارتها ، مع اعتقادهم بضرورة نشر هذه الحضارة في ارجاء المعمورة كافة . هذه هي عناصر الصراع بين الإسلام والغرب “.

 

قسم صامويل هانتغتون في كتابه “صراع الحضارات” العالم الى حضارات متصارعه منها الحضارة اليهوبروتستنية والتي تريد الامبراطورية الصهيوامريكية أن تعولمها وتفرضها على العالم وهي ثقافة تلمودية Judeo-Christian ) ) يتزعمها الانغلوساكسون بقيادة الولايات المتحدة ، وحضارة العالم الكاثوليكي و غالبيته بأمريكا الوسطى والجنوبية ، والمسيحية الشرقية بما فيها الارذودكسية وحضارة شرق وجنوب اسيا كالبوذية ، والحضارة الاسلامية .

 

هكذا تصف الإنسايكلوبيديا ويكي بيديا اليهوبروتستنية: “يرى المؤرخون أصل المصطلح الثقافة اليهومسيحية يعود إلى الثورة البروتوستانتية … وفي السياق الأمريكي يرى المؤرخون بأن استعمال هذا المصطلح هو للدلالة على تأثير العهد القديم اليهودي (التوراة) والكتاب الجديد (الإنجيل) على الفكر البروتوستانتي ومفاهيمه بشكل خاص. … لقد رأى المهاجرون الأوائل لأمريكا أنفسهم الوارثين للكتاب المقدس العبري وتعاليمه … والتي أصبحت بدورها أساساً لمفاهيم النظام الأمريكي … لتصبح تلك المفاهيم العبرية أساساً للثورة الأمريكية ، وميثاق الاستقلال ، ودستور الولايات المتحدة.”

 

هذه هي الثقافة التي ينبغي على العالم أن يقبلها او ان يقبل تلقيه صورايخ الكروز .

 

هل هناك اسلام سياسي ؟

 

 لعلّ كارين ارمسترونج هي خير من يجب على هذا السؤال حين كتبت ما معناه لعدم وجود شيء اسمه اسلام سياسي.

 

ففي كتابها “الإسلام” Islam)، كتبت Karen Armstrong تقول: “في الغرب المعاصر، قمنا بوضع حدود فاصلة بين الدين وبين السياسة”. أما في “الإسلام، فإن المسلمين قد بحثوا عن الله في التاريخ، لقد أوكل لهم كتابهم المقدس، القرآن، مهمة تاريخية تتمثل في إيجاد مجتمع عادل متساو في كل أركانه، بحيث يعامل الضعفاء بكل احترام، وسيعمل بناؤهم لمجتمع كهذا واستقرارهم فيه على منحهم صلة حميمة بكل ما هو مقدس في حياتهم لأنهم سيعيشون وفقاً لوصيته وإرادته. وعلى المسلم أن يعود إلى قراءة التاريخ، وهذا يعني أن شؤون الدولة لم تكن معزولة عن الروحانيات، ولكنها كانت تمثل مادة العقيدة نفسها. وكتبت ايضاً :

” ولقد كان العدل الاجتماعي هو المفهوم الأكثر أهمية في الإسلام. ولقد أمـِرَ المسلمون كأولى مهامهم بناء أمة تتميز فيما بينها بالرحمة والتي يسودها توزيع عادل للثروة. إن هذا هو الأكثر أهمية من الطقوس الأخرى”. ولعل الانجيل قد اختصر ذلك بقوله: ” لا سلام بدون عدل ” .

 

 حتى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية(OECD) شرحت اختلاف الايدولوجيات الاسلامية والاشتراكية والرأسمالية بقولها :

“تختلف المفاهيم الاسلامية عن الرأسمالية في أنها تعارض كنز الثروات، وعن الاشتراكية من حيث أنها لا تنكر حقوق الملكية، بما فيها ملكية وسائل الإنتاج. فالمجتمع الاسلامي الصحيح ليس بأي حال من الأحوال حلبة تتصارع فيها المصالح المختلفة وتناحر، بل إنه مكان تسوده العلاقات المنسجمة التي يمكن تحقيقها والوصول إليها من خلال الإحساس بالمسؤوليات المشتركة. ولا بد لحقوق الأفراد أن تكون متوازنة مع مصالح المجتمع بأكمله على نحو متساوٍ” فهل يقبل الغرب بــ( لكم دينكم ولي دين ؟).

 

عندما اكتب عن المبشرين فلا اكتب عنهم بصفتهم دعاةٌ للدين المسيحي ولكن بصفتهم خط الهجوم الاول ضد الدول المستهدفة بغزواتهم الثقافية قبل غزوها عسكرياً . وما ينطبق عليهم لا ينطبق بالضرورة على مسيحي المشرق . لم يكتفي التبشيريون بوصف الدين الإسلامي بالخداع والزيف، بل هاجموا المذاهب المسيحية الأخرى واصفين الكنيسة الشرقية بالانحطاط والتفسخ والتخلف. وبالطبع فإن رجال الكنيسة المحليين وبخاصة الموارنة لم يكونوا سعداء بذلك فكان أن رفع البطريرك الماروني عام 1841 للسلطان العثماني التماساً يطلب فيه إبعاد البروتستنت الدخلاء عن الإمبراطورية، وإصدار مرسوم طرد نهائي بحقهم يمنعهم من العودة في المستقبل.

 

وعندما حصل المبشر سايروس هاملين على ترخيص بفتح مدرسة في بيبيك غير بعيد عن اسطنبول وعندما التحق بعض الأطفال الأرمن بالمدرسة المذكورة علت أصوات بطريرك الأرمن بالاحتجاج.

 

هل تدّخل البابا فرانسيس بالسياسة والاقتصاد لانه ماركسي كما وصفوه أو انه يبني ( مسيحية سياسية ) أم أن العدل الذي يطالب به هو عماد الاديان؟

 

في خطاب البابا فرانسيس بتاريخ 9/7/2015 في سانتا كروز ، بوليفيا أعلن البابا الحرب على النظام الرأسمالي المتوحش وعربته التي تقوده باسم العولمة وأعلن أن هذا النظام لم يعد يعمل وعلينا تغييره. وأضاف ان الرأسمالية المتوحشة قد احتكرت الاعلام فأسماه بالاستعمار الأيديولوجي لفرض انماطها الفكرية والاستهلاكية .

دعنا إذن نوجز ما جاء في هذا الخطاب:
تساءل البابا : هل نحن نشعر أن هناك خطأ ما بحيث نجد مزارعين بلا أراضٍ يمتلكونها، وعمال بلا حقوق، وعائلات بلا مسكن ، وكرامة الناس والشعوب تداس بإستمرار؟
هل نجد خطأً ما في أن هناك حروب عديدة بلا معنى وحالات العنف قد وصلت إلى عقر دارنا ؟
هل نحن نعلم عن سوء إستعمال الموارد الطبيعية والأرض والماء والهواء بل والكائنات الحية والتي أصبحت مهددة بإستمرار؟ إذا كان الأمر كذلك ونجد أن هناك اخطاء وخطايا ، يقول البابا :” فنحن بحاجة إلى التغيير، بل نحن نريد التغيير بل أنا أصر أن نقولها بدون خوف وبأعلى صوت: نريد تغييراً حقيقياً في هيكلية النظام الحالي . إن النظام الحالي أصبح لا يطاق . نحن بحاجة إلى تغيير النظام على مستوى العالم حيث أن الترابط بين الشعوب في عصر العولمة بحاجة إلى حلول عالمية.”!.
يقول البابا أنه لا يمتلك وصفة سحرية لكن الحل يجب إن يكون نابعاً من الجماهير والشعوب. وأن هناك خطوطٌ عريضة يجب للنظام الجديد أن يتبعها . أول هذه الخطوط العريضة يكمن في تغيير الاقتصاد الرأسمالي الحالي ليصبح المال في الاقتصاد الجديد في خدمة الشعب لا أن يكون الشعب في خدمة المال . وثاني هذه الخطوط أن يصبح مجتمعاً قائماً على العدل تتم المحافظة فيه على كرامة الانسان ويتم تأمين الجميع بحق التعليم والرعاية الصحية .. وأما الخط الثالث فهو حق الشعوب في السيادة على أوطانها .
\أليس في ذلك ما يكفي من قواسم مشتركة ليتحد 1.5 مليار مسلم مع 1.2 مليار من أتباع كنيسة البابا فرانسيس لقهر ذلك النظام الصهيوني اليهوبروتستنتي و الذي نحن من أكبر ضحاياه؟
ويحذر البابا من الاستعمار الجديد الذي ينظر إلى الدول كمصدر لمد اقتصاده بالمواد الخام و ينظر إلى عمالها كأدوات إنتاج رخيصة . يقول البابا : إن الاستعمار بنوعيه القديم والجديد يُوّلد العنف والتهميش و اللامساوة و لا توجد قوة من أي جيش أو من أي شرطة أو من أي أجهزة مخابرات مهما عظمت تستطيع السيطرة على سيادة الشعوب إلى الأبد.

يقول البابا أن إحتكار الاعلام ما هو إلا نوع من الاستعمار الجديد لفرض انماط فكرية و إستهلاكية وقد سمى هذا الاحتكار بالاستعمار الايدولوجي.
يختتم البابا حديثه بقوله: دعنا نقول لا لكل أنواع الاستعمار قديمه وجديده ودعنا نقول نعم للتحاور بين الحضارات والشعوب.
هذا البابا يدعو لتحاور الحضارات . اليس هذا بالضبط ما تعنيه الاية الكريمة : (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا )
في كتابي نذر العولمة الذي صدر سنة 1998 طالبت بما طالب به هذا البابا الثائر حيث كتبت في مقدمة الكتاب قبل 19 سنة ما نصه :-
“وبمزج قوة المال مع قوة الاعلام استطاعت طبقة الواحد بالمائة ان تختطف الديمقراطية وتفرغها من محتواها ، وتبدلها بديمقراطية ميكانيكية تحافظ على الشكل دون المحتوى .
ولقد ارتقى أهل النظام المعلومالي الانجلوأميركي – بالمادّية والنمو الاقتصادي ليجعلا منه دينا ما أنزل الله به من سلطان ، وبدلاً من أن يسخّر النمو لخدمة المجتمع ، سخّر المجتمع لخدمة النمو ، وجيّر بكله إلى طبقة الواحد بالمائة . إن نظاماً آخر يجمع بين النمو والعدل والأخلاق قد أصبح مطلباً عالمياً وفي عالم القرية الصغير فإن البحث عنه يجب أن يكون عالمياً .
أليس هذا بالضبط ما يقوله بابا الفاتيكان فرانسيس سنة 2015 .”؟ “بل وما كتبته في كتابي نذر العولمة سنة 1998 بالله عليكم قارنوا ما قاله البابا المصلح والثائر مع ما قاله عبد الرحمن السديس كبير علماء الحرم المكي ( أمريكا والسعوديّة هُما قُطبا العالم ويَقودان الإنسانيّة إلى مرافئ الأمن والسّلام والاستقرار) …هزلت