ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ...

ستّة رؤساء موساد سابقين: إسرائيل تُعاني من مرضٍ عُضالٍ ووضعها حرج للغاية ونتنياهو يقودها إلى دولةٍ ثنائيّة القوميّة ستقضي على الحلم الصهيونيّ

27/3/2018 الثلاثاء 

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
عندما أرسى سيّد المُقاومة، الشيخ حسن نصر الله، مقولته المأثورة، بأنّ إسرائيل أوهن من بين العنكبوت، لم يأخذ العالم مقولته على محملٍ من الجّد، لا بلْ أكثر من ذلك، الكثيرون، بما في ذلك بالوطن العربيّ، استهزئوا من التصريح، ولكن اليوم، بعد مرور 18 عامًا، على الخطاب الذي ألقاه في مدينة بنت جبيل عام 2000، يحصل نصر الله على تصديقٍ إسرائيليٍّ رسميٍّ بأنّ توصيفه كان دقيقًا للغاية، فها هو رئيس الموساد الأسبق (الاستخبارات الخارجيّة)، تسفي زمير، يقول لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، بمُناسبة اقتراب عيد الفصح لدى اليهود، يقول إنّ الدولة العبريّة باتت في وضعٍ مُحرجٍ للغاية، أُريد أنْ يحيا أولادي وأحفادي فيها، ولكنّها مريضةً جدًا، لا بلْ أنّ وضعها الصحيّ خطير للغاية. وتابع: من المُمكن أنّ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وصل إلى منصبه، وكانت علامات المرض باديّة، ولكنّه أوصلها إلى وضعٍ مؤلمٍ للغاية، إنّ إسرائيل تُعاني من مرضٍ عُضالٍ، الذي تفشّى في جسمها، على حدّ توصيف الرجل الذي قاد الموساد في السبعينيات من القرن الماضي، ويبلغ اليوم الـ93 من عمره.
وقالت الصحيفة العبريّة في عددها الصادر اليوم الثلاثاء إنّها في خطوةٍ غيرُ مسبوقةٍ جمعت ستّة من رؤساء الموساد السابقين لمُقابلةٍ مُشتركةٍ بمناسبة عيد الفصح، لافتةً إلى أنّها ستقوم بنشر المُقابلة كاملةً في عدد العيد، الذي يُصادف يوم الجمعة القادم.
زمير، أشار أيضًا في معرض حديثه إلى تصرّفات نتنياهو وقال في هذا السياق: لا أعتقد أنّ مصالح الدولة العبريّة تحظى باهتمامه، إنّما ما يهتّم به هذا الرجل، هو المصلحة الشخصيّة، مُضيفًا أنّ نتنياهو والذين يُحيطون به، همّهم الوحيد هو تجميع القوّة الشخصيّة أكثر، وجمع الأموال، إننّي، شدّدّ رئيس الموساد الأسبق، أنظر إلى الوراء وأتألّم: أين اختفت القيم التي كانت نبراسًا توجِه قادة الدولة؟ المصالح الشخصيّة باتت شعار المرحلة، وبالتالي أسأل: نتنياهو سيذهب ولو بعد حين، ولكن السؤال الأهّم: ماذا سيترك لنا ولأحفادنا في هذه الدولة، على حدّ قول زمير.
وتابع قائلاً إنّ القيم التي أرساها نتنياهو تنخر في جميع روافد السلطات المُختلفة في الدولة العبريّة، ويؤسفني جدًا أنّ مجموعة من هذا القبيل تُدير اليوم دولة إسرائيل. أمّا داني ياتوم، وهو بالإضافة إلى كونه رئيسًا سابقًا للموساد، جنرالاً في الاحتياط، فقال للصحيفة العبريّة إنّ إسرائيل تنتقل من السيئ إلى الأسوأ، وأضاف: المُقرّبون من نتنياهو، ورئيس الوزراء نفسه، يُحقق معهم بتهم الفساد، الرشاوى والغش وخيانة الأمانة، إنّهم ببساطة، يضعون مصالحهم الشخصيّة على رأس سُلّم الأولويات، ولا يأبهون للمصلحة العامّة للدولة. وشدّدّ ياتوم، وهو الذي أمر رجال الموساد في العام 1997 باغتيال خالد مشعل في العاصمة الأردنيّة، عمّان، شدّدّ على أنّ أكثر ما يُقلقه في السياسة التي يقودها نتنياهو ومَنْ معه، هو أنّهم يقودوا إسرائيل إلى دولةٍ ثنائية القوميّة، التي ستكون ناهية الدولة اليهوديّة-الديمقراطيّة، وبالتالي، أضاف ياتوم، أعتقد أنّه يتحتّم على نتنياهو أنْ يستقيل ويعود إلى بيته، على حدّ قوله.
من ناحيته، قال رئيس الموساد السابق، تامير باردو، إنّ المشكلة لا تكمن في الفساد الذي ينتشر كالنار في الهشيم فقط، إنمّا فقدان القيم، لافتًا إلى أنّ انعدام القيم لدى القيادة الإسرائيليّة الحالية ذهبت إلى غير رجعة، وإذا ذهبت القيم، فإننّا سنذهب كلّنا معها، بحسب أقواله. ولفت باردو إلى أنّ القائد يجب أنْ يكون نموذجًا للمجتمع، ولكن ما يجري اليوم في إسرائيل هو حالة مُستعصيّة، وليس فقط في المجال الجنائيّ.
وتطرّق باردو إلى قصف المفاعل النوويّ السوريّ في العام 2007، وعاد وأكّد في حديثه للصحيفة العبريّة أنّه لا يتراجع عن أقواله التي أدلى بها الأسبوع الماضي، مع السماح بنشر تفاصيل القضية، عندما قال إنّ الإخفاق الاستخباراتي في قضية مفاعل دير الوزر، لا يقّل خطورةً عن الفشل الاستخباراتيّ الإسرائيليّ في حرب العام 1973، مشيرًا إلى أنّ الموساد وشعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) يتحملّان المسؤولية عن الفشل.
أمّا ناحوم أدموني، فقال للصحيفة العبريّة إنّ أكثر ما يؤرقه ويقُضّ مضاجعه هو الصراعات والشروخات التي تُميّز المجتمع اليهوديّ في إسرائيل، مُوضحًا أنّ الفروقات بين اليهود من أصولٍ أوروبيّةٍ واليهود من أصولٍ شرقيّةٍ أخذةً بالتوسّع أكثر فأكثر، وهذا الأمر ينسحب أيضًا على العلاقات داخل المجتمع الصهيونيّ بين العلمانيين والمُتدينين، وأضاف أنّه في السنوات الأخيرة، الشرخ بات عميقًا للغاية، ولا توجد نقطة إيجابيّة واحدة من المُمكن أنْ تُعيد العلاقات بين الفئات التي ذكرتها إلى وضعٍ جيّدٍ، على حدّ وصفه.