ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ...

الشيخ حسين باشا الطراونة

عد المرحوم حسين باشا الطراونة أحد أكبر الزعماء الوطنيين الذين كانت لهم بصمات واضحة في العمل الوطني، ويعتبر أحد أركان الحركة الوطنية الأردنية في بداية تأسيسها، بالإضافة الى أنه يعتبر رمزاً من رموز الكرك، وممثلها في أول مؤتمر انعقد في مدينة إربد، في ديوان عشيرة التل الذي تأسس فيه أول حزب أطلق عليه اسم: المؤتمر الوطني الأول عام 1928 وكان يضم خيرة رجالات الوطن أمثال: الأمير راشد الخزاعي، وشاعر الأردن (مصطفى وهبي) التل، والشيخ كايد مفلح العبيدات، وحمد بن جازي، و(علي نيازي) التل، ويعتبر هذا الحزب تحديداً النواة الرئيسية لتشكيل الدولة الأردنية.

ولد حسين باشا الطراونة في مدينة الكرك عام1870 وتتلمذ على يد الشيخ محمد قصراوي، وعندما أصبح شاباً، انتقل الى اسطنبول ليكمل تعليمه هناك فاتقن اللغة التركية، وعندما عاد الى أرض الوطن؛ عمل بالقضاء.

في عام 1902 تم تعيينه عضواً في محكمة بداية الكرك، وفي عام 1920 عُين رئيساً للجنة القوانين في حكومة الكرك الوطنية، وتتميز هذه الحكومة عن باقي الحكومات المحلية، انها وضعت قوانين تنظم العلاقة بين الأهالي والمجلس الوطني، وركزت الحكومة على القضاء، والعدل لعدم استقرار الأمن في تلك الفترة.

عند وصول الأمير عبد الله بن الحسين الى معان؛ أعلن حسين باشا الطراونة أثناء اجتماع حكومة الكرك الوطنية تأييده للأمير عبد الله، إذ وجد انها فرصة لتشكيل حكومة عربية واحدة برئاسة الأمير عبد الله تكون بديلاً عن حكومة الكرك التي اخفقت في فرض هيبتها على المناطق التابعة لها، وبقيت تربة خصبة للتناحر والنزاعات العشائرية، لأن تشكيل حكومة عربية واحدة يأتي لوضع حد للنفوذ البريطاني في المنطقة، هذا ما آمن به حسين باشا الطراونة.

بعد توقيع المعاهدة البريطانية الاردنية عام 1928 التي اعتبرها أبناء الوطن بمثابة الطامة الكبرى، جاءت ردة الفعل الطبيعية من خلال تأسيس مؤتمر وطني ضم 150 شخصية من زعماء العشائر والوطنيين، وتم انتخاب حسين باشا الطراونة رئيساً تنفيذياً للمؤتمر.

انتخب الطراونة نائباً عن مدينة الكرك في المجلس التشريعي الأول عام 1930 وأعيد انتخابه مرة أخرى عام 1942 في المجلس التشريعي الخامس، ومنحه الشريف الحسين بن علي وسام النهضة العربية الذي يعد من أرفع الأوسمة الملكية في ذلك الوقت.

قام الشيخ حسين الطراونة بزيارة تاريخية الى القدس حيث استقبل من أبناء الشعب الفلسطيني بحفاوة، وكان يرأس الوفد الشعبي الأردني لمقابلة لجنة البراق في القدس، وقدم الوفد مذكرة باسم أهالي شرق الأردن، استنكر فيها مطالبة اليهود بحق استخدام حائط البراق للعبادة، وحذر من العواقب الوخيمة التي تمنح اليهود حقاً في حائط البراق الشريف.

انتخب حسين الطراونة عضو اللجنة الوطنية لدعم الثورة الفلسطينية بعد مشاركته في مؤتمر بلودان عام 1937 دعت اليه لجنة الدفاع عن فلسطين في دمشق بعد صدور توصيات لجنة (بيل) بتقسيم فلسطين عام 1936 وبعد حياة حافلة بالعطاء والمواقف النبيلة والمشرفة انتقل حسين باشا الطراونة إلى رحمة الله في 17/10/1952 عن عمر يناهز 76عاما في مدينة الكرك.