ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ...

حزب الجبهة الاردنية الموحدة يصدر بيانا حول الخليج وسوريا والاردن

تم نشره الثلاثاء 06 كانون الأوّل / ديسمبر 2011 11:57 مساءً

 

نص البيان :


إن مايجري حولنا يستوجب وقفة متأنية دون ابطاء للتفكير في وجهة الأحداث وعواقبها المتوقعة علينا وعلى الإقليم بالكامل ، خاصة وأن النخب السياسية والنخب الحاكمة والنخب المثقفة محليا واقليميا تعاني من حالة من الميل العاطفي والمصلحي والذهني الذي يطيح في أحيان كثيرة بالحقيقة و يجعل المشهد امامنا ضبابيا غير مفهوم بالكامل.

إن حالة العجز عن الإصلاح السياسي والإقتصادي أطاحت حتى الأن بأربعة زعماء عرب وهي تكاد تطيح بالمنطقة ككل وتعصف بالنظام الرسمي العربي من اقصاه الى اقصاه دون أن نجد من يخرج من رحم المعاناة والحراك العنيف والسلمي ليكون زعيما للمرحلة ، ويعيد الأمور الى نصابها القويم والتحديات التي تعانيها الأمة اليوم عظيمة و عنيفة و غاية في الشدة والقهر ولأنها خارجة عن المألوف كله ، فهي بحاجة الى قيادات حزبية وسياسية و فكرية خارجة عن المألوف كله أيضا ، لتصنع وجه المنطقة الجديد بالتعاون بين القوى السياسية والشعبية بعيدا عن الإنقياد لقوى الشر العالمي التي تحاول من خلال حالة اليأس والإحباط التي تعيشها الشعوب أن تفرض اجنداتها في التقسيم والتغيير وترسيخ الوجود الصهيوني في المنطقة .

لقد نوهنا صراحة وفي الأسبوع الماضي وتحت القبة و على لسان رئيس كتلة حزب الجبهة الأردنية الموحدة عن موقفنا بالنسبة لإنضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي ، ونحن نؤكد موقفنا اليوم مرة أخرى في أن الأردن لا يحتاج الى وعود لا تتحقق ، ولا يمكن ادخال الشعب في دوامة الشد والجذب السياسي والدبلوماسي بين الحكومات ، فالشعب حينما يسمع وعدا يبدأ بانتظار الفرج الموعود ، وحيث أن موضوع مجلس التعاون الخليجي قد عاد علينا بمردود سلبي كبير و اظهر الأردن في موقف ضعف لايستحقه من الإخوة والأشقاء ، وكأن كل ماقدمه الأردنيون لأشقائهم واخوانهم على مدى عقود طويلة لم يكن له أي صدى في نفوس الأخرين ، ونحن هنا نؤكد أن فهمنا لمواقف الأردن كان و سيبقى بأنها مواقف قومية نابعة من مباديء الأردن العربية وليس على مبدأ الإجارة " فالحرة تموت ولا تأكل بثدييها " و لا يليق بكرامتنا وعزتنا أن نستجدي ماقد نظن ان لنا به مكتوب .

ومن هنا فاننا نطالب الحكومة أن تغلق ملف مجلس التعاون الخليجي وان يتوقف وزراء الخارجية والإعلام عن اطلاق التصريحات وتبرير تصريحات وزراء الدول الخليجية التي لا تريد الأردن في المجلس ، وأن نقتدي بالموقف المغربي في هذا الشأن فذلك أكرم لنا وابقى لماء وجوهنا ، لقد قدمنا ماقدمنا بلا منة ولا اعلام ولا تصريحات واذا كان مجلس التعاون يريد أن يرد لنا تلك المواقف بنفس الطريقة فمرحبا والا فإن الدنيا لن تنتهي وما لايحل اليوم سيحل غدا و " صاحب الأولة دايما كسبان " كما ان الأردن سيبقى على مواقفه الأخويى تجاه كل الأشقاء في العالم العربي .
أما في الموضوع السوري والذي يشكل وجها اخر من واقع الأمة المتأزم والمتقزم أمام الهيمنة الأمريكية والصهيونية وما تحيكه من مؤامرات لتدمير كل مقومات انبعاث هذه الأمة العظيمة ، فإننا نؤكد على ضرورة وقف حمام الدم المتكرر في سوريا يوميا ومنذ مايقرب العام ، ولا بد من وقفة تاريخية عربية تستعيد بها الجامعة العربية دورها القومي الحقيقي وان لا تكون واجهة لأي سياسات أجنبية تحت أي ظرف من الظروف .
إننا ندين بشدة عمليات القتل الممنهج والمستمر في سوريا تحت أي عنوان ولأي سبب كان لأن الحياة الإنسانية مقدسة ومصونة ، ونحن بالتأكيد نقف مع الشعب السوري في مطالبه المشروعة بالحرية والديمقراطية والمشاركة السياسية والإنتخابات النزيهة والعدالة الإجتماعية ووقف الفساد والسرقات وكل مامن شأنه تكريس حكم الحزب الواحد لأن هذا لا يستقيم اليوم ولا بد من أن يتغير ، غير أننا في الوقت نفسه ندين بشدة أي مطالبات بالتدويل للمشكلة السورية وأي تدخل أجنبي أمريكي او للناتو او غيرهم في الشأن السوري .
اننا مع انهاء المشكل السوري بالحوار ان امكن وبالتأكيد بما يكفل ضمان حقوق الشعب السوري العظيم ، ووحدة سوريا وعدم الإنجرار وراء الدعوات الصهيونية والأمريكية لتمزيق المنطقة لتكريس مبدأ السيطرة المستمرة على النفط والموارد والممرات المائية الإستراتيجية .
إننا في الأردن سنعاني بصورة كبيرة جراء تأزم الوضع السوري بصورة أكبر والذي قد يولد انفجارا كبيرا في المنطقة لا يعلم الا الله اين سيكون مستقره و مداه ، إننا نطالب الحكومة بالدعوة الى مؤتمر قمة عربي في هذه الظروف الإستثنائية و يعقد في عمان ويبحث الوضع العربي المستجد برمته ، فالمشاكل لا تحل بانتظار الدور واتمام الوظيفة حتى يأتي القدر المحتوم الذي وصل الى خمسة او ست دول حتى الآن ، مجلس قمة يناقش ملفات السياسة والأمن والإقتصاد حسب المفاهيم الجديدة التي استجدت في المنطقة ، فبدل ان تلتقي مصالح الشعوب والغرب لماذا لا تلتقي مصالح الشعوب والحكام العرب ولو لمرة واحدة .
إن وقف العوامل الخارجية التي تزيد من حدة الحريق ، وترسيخ مبدأ انبعاث جديد لهذه الأمة العظيمة هو الذي سيحمينا من الزلزال القادم والذي لن يستثني احدا ، ومن هنا فإننا ندعو الحكومة الأردنية مرة أخرى وبحرارة الى انهاء ملف الإستجداء لمجلس التعاون الخليجي ، البحث عن استراتيجيات قصيرة المدى لتحسين الوضع الإقتصادي والسياسي ودون ابطاء ، فتح ملفات الفساد فورا ودون ابطاء لأن الوقت لم يعد يسمح بالتلكؤ ، الدعوة الى مؤتمر قمة عربية و بسرعة لبحث الملفات العربية التي لا يمكن أن تنظر والمتعلقة بالخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه النظام الرسمي العربي.
لقد هدرنا كثيرا من الوقت ، ووصلنا الى حالة مستعصية من اللافاعلية دفعت بنا الى الزاوية التي نقف فيها الآن ،و لهذا فالحكومة مطالبة بشدة بالتجاوب مع ضرورات المرحلة ودون اضاعة مزيد من الوقت ، و ربط المواقف بالمصالح الوطنية والله غالب على امره ولكن أكثر الناس لا يعلمون صدق الله العظيم.