ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ...


 



 

مجلس محافظة الزرقاء

مجلس محافظة الزرقاء

... اقام حزب الجبهة الموحدة / الزرقاء  احتفالا  بمناسبة...

عقدت اللجنه التنفيذيه جلسة عادية

عقدت اللجنه التنفيذيه جلسة عادية

    ... وحسب جدول الاعمال • البحث عن اساليب عمليه  مجديه...

الدار الاردنية للدراسات

الدار الاردنية للدراسات

      عقد الامين العام جلسة عمل مطوله مع مدير عام  الدار...

عقدت اللجنه التنفيذيه جلسة عادية

عقدت اللجنه التنفيذيه جلسة عادية

    ... وحسب جدول الاعمال • اعادة تشكيل لجنة المراة •...

الدار الاردنية للدراسات

الدار الاردنية للدراسات

  عقدت مجلس الدار الاردنية للدراسات   جلسة  بحضور الامين...

شؤون حزبية و سياسية

مقالات مختارة

أعلام وطن

ألبوم صور

فيديو

الجبهة الاردنية الموحدة (فيديو) وجهات نظر

الشيخ مبارك ابويامين العبادي

كان نهر الأردن على مدى التاريخ واصلا وحدا بين ضفتيه فكان يصل الأرض بالأرض والإنسان بالإنسان ، فقد كان عرب النصيرات جيران النهر من الغرب على صلة وثيقة مع قبيلة عباد جيران النهر من الشرق ، وكما يقول الكاتب محمود الزيودي اعتاد عرب النصيرات على عبور النهر سباحة من مخاضات معينه ويجرّون الأثقال فوق الماء مستعينين بالقرب المنفوخة بالهواء ... أشاد بهم الرحالة السويسري جون لويس بيركهارت حينما ساعدوه على عبور نهر الاردن مع قافلته عام 1812 . 

ولم يقف حد دور النصيرات عند تسهيل دخول المجاهدين والمناضلين والسلاح من المخاضات المخفية عن ذهن الانجليز ، ابتداء ً من عام 1929 وحتى دخول الجيش العربي إلى فلسطين بعد انتهاء الانتداب البريطاني 15 أيار 1948 ... فقد كان على الجانب الشرقي من النهر كانت هناك شخصية مؤثرة توصل السلاح للمناضلين الفلسطينيين في الضفة الغربية من النهر ... فكانت منازله وبيّاراته في داميا مخزناً للسلاح القادم من العراق والشام والأردن لصالح الفلسطينيين ... بل أصبحت إحدى غرف بيته مستشفى للمصابين في المعارك التي يخوضها عبد الرحيم ذنابه وعبد الرحيم الحاج محمد وزملائهم مع اليهود والانجليز... فهم لا يستطيعون دخول العيادات والمستشفيات في فلسطين وشرق الأردن بسبب الرقابة الانجليزية الصارمة وكم مرة سافر الدكتور قاسم ملحس من عمان إلى السلط ليلا بصحبه أحمد النجداوي وأحمد أبو جلمه وعبد الرزاق أبو هزيم وعبد الرحمن الحديدي إلى مقام النبي يوشع ومن هناك يأخذه العبابيد مع ما يحمل من الأدوية وأدوات الجراحة إلى منازل مبارك أبو يامين في داميا ليعالج الثوار المصابين ويعود قبل الفجر إلى عمان دون أن يعرف كلوب باشا ومدير مباحثه كوجهيل بالأمر . 

حتى انه حين نقص الدواء في صيدليات عمان جاء الدواء من القدس ونابلس ليجتاز النهر شرقا ليصل إلى يدي قاسم ملحس في مستشفى مبارك أبو يامين المكون من غرفة واحدة ... وقد احضر الدكتور قاسم ملحس لأبي يامين في إحدى رحلاته عشرة آلاف جنيه ذهب من مكتب اللجنة العربية العليا في بيروت . بعد أن شعر المناضلون بالجهد الذي يبذله إلى حد المخاطرة . ولكن مبارك رفض أخذ النقود واقترح إنفاقها في شراء السلاح والتعويض على أرامل وأيتام المناضلين. وقد حفظ الرواة جملته المشهورة التي قالها لقاسم ملحس ، قال أبو يامين ... ((أنا أعشّي وامشّي لوجه الله تعالى ...)) . 

وكان صدقي القاسم يبحث عن أي عبادي يعرف منازل أبو يامين ... فالباشا أبو حنيك ( جون باجوت كلوب ) طلب تجهيز قوة لمرافقته إلى داميا حتى يفتش منازل مبارك أبو يامين بعد أن وردته طلبات المندوب السامي البريطاني في فلسطين ... فوجئ أبو عبد الله الضيغمي بصدقي القاسم يطلب منه الإسراع إلى داميا بأي وسيلة لإنذار أبو يامين بحملة أبو حنيك حتى يخبئ ما لديه من أسلحة للثوار الفلسطينيين ... خرج الضيغمي العبادي يتجول في سوق السلط فوجد عبادياً آخر يحذي فرسه عند البيطار ... ركب الفرس وأرخى عنانها من السلط إلى النبي يوشع ثم داميا ... كان أبو يامين يقدم المناسف لبعض الضيوف من الثوار ... سأل الضيغمي ... حذير ولاّ نذير ؟ لم ينهض مبارك أبو يامين من مجلسه عندما جاء كلوب إلى مضافته للتفتيش عن الأسلحة والثوار الذين خبأهم أبو يامين في حرشة أبو الزيغان الشائكة بالأشجار والنباتات ... أما الأسلحة فقد كانت تحت فراش الرجال في المضافة ... اتسعت ابتسامة صدقي القاسم وهو يتلقى أوامر الباشا بالعودة إلى السلط ... علّق أبو يامين أن هذا التفتيش المفاجئ أعجل ضيوفه عن غدائهم ... ولحذره الزائد أمر بنقل الأسلحة والغداء إلى الثوار في حرشة أبو الزيغان ومن هناك سيعبرون النهر إلى فلسطين . 

ولم ينس الجنرال جون باجوت كلوب ( أبو حنيك ) اهانة مبارك أبو يامين له في داميا ... بث عيونه في عمان حتى جاء أبو يامين إلى العاصمة ... في شهر أيار من عام 1938 قبض عليه وهو في طريقه إلى قصر رغدان لمقابلة الأمير عبد الله الأول بن الحسين ... أرسل إلى سجن السلط ليقضي تسعة أشهر مع 42 رجلاً من العبابيد منهم خليفة الندوان وعبد الوالي مجلي وقد تكفّل السلطية طوال تسعة أشهر بإطعام المساجين والحرّاس بمعيّة ضيفهم مبارك أبو يامين ورجاله ... اعتبروه ضيفاً على مدينتهم حتى لو كان في السجن ... وكذلك كانوا قد فعلوا مع عودة أبو تايه شيخ الحويطات حين سجن في السلط . 

تحركت الوساطات من بيروت ودمشق والقدس ونابلس إلى عمان للإفراج عن أبو يامين ورجاله حتى الوفود التي جاءت من بلاد الشام تعزي الأمير عبد الله الأول بن الحسين بوفاة الملك غازي ملك العراق طالبت بالإفراج عن مبارك أبو يامين . 

وحين أفرج عن أبي يامين نشرت السلطيات البسط الملونة على جدران المنازل بين السجن ووسط المدينة ووقفن يزغردن للرجل الذي ربط بين ضفتي النهر بخيوط من الدم والرصاص ... لم ينس الأمير إن ينعم على رجله حينما جاءه للسلام والتعزية بوفاة ابن أخيه ... طلب مبارك أن يستبدل الإنعام عليه بالإفراج عن باقي رجاله الذين تركهم في السجن ... اضطر رئيس الوزراء حسن خالد أبو الهدى أن يطوع القوانين الجزائية ليتمكن من الإفراج عن 42 عبادياً من سجن السلط ... وقد كرم الأمير عبد الله الأول أمير البلاد أبو يامين وقبيلته عباد بزيارته في داميا . 

وقد قام مبارك أبو يامين مع أقاربه عباد بتسهيل مهمة فوزي القاوقجي ومعه رتلا ً من المناضلين لعبور النهر قبيل انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين ... فاستنفر أبو يامين كل العبابيد حوله من الحجاحجة والنعيمات والياصجين لتسهيل عبور القاوقجي ورجاله إلى الضفة الأخرى؛ مما أثار دهشة وغضب الباشا أبو حنيك في جبل عمان والمندوب السامي البريطاني في القدس ... وفيما بعد أيضا ً عبرت النهر سرية هارون ابن جازي قادمة من اذرح والجربا التي وفر اغلب سلاحها الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين من حرسه الخاص ... وسرية بركات الطراد الخريشة التي موّلها التاجر في عمان إبراهيم منكو وسميّت باسمه.وسرية عبد الحفيظ درويش المناصير الذي تزوج احد عرب النصيرات أخته سواجي الدرويش ، وعبرت سرايا الشيخ صالح القعدان العدوان ورفاقه من عرب العدوان ، وهايل بن سرور ورفاقه من أهل الجبل ، وعودة بن حامي الاصفر ورفاقه من بني عطية ، الشيخ مثقال الفايز ومعه مجموعة من بني صخر منهم ولده نواش ، ولشيخ جمال عطوي المجالية ومعه مجموعة من أبناء الكرك .والشيخ فضيل الشهوان ومعه مجموعة من عشائر العجارمة . 

وقد استمر أبو يامين وقبيلة عباد وعرب النصيرات على الضفة الأخرى لم يعدموا الحيلة في تسيير القوافل والأسلحة عبر المخاضات التي يعرفونها أكثر من غيرهم ... وقد عاش مبارك أبو يامين ليشهد ضياع بقية فلسطين عام 1967 ... فقد توفي في 30 / 8 /1984 عن مائة وأربعة أعوام . 

نقل بتصرف من نص للكاتب الأردني المبدع محمود الزيودي .